في عرض وثائقي بعنوان "مستشفى الشفاء - 14 يومًا من الوحشية".. وزير العدل التركي ينتقد صمت المجتمع الدولي
أكد وزير العدل التركي "يلماز تونتش" اثناء حضوره عرض وثائقي بعنوان "مستشفى الشفاء - 14 يومًا من الوحشية" أن المجتمع الدولي فشل في محاسبة الاحتلال الصهيوني على جرائمه في غزة، معتبراً صمت المؤسسات الدولية تقصيراً في تطبيق القانون الدولي.
أقيمت فعالية عرض فيلم وثائقي بعنوان "مستشفى الشفاء - 14 يومًا من الوحشية" في مركز "ütfi Kırdar" الدولي للمؤتمرات والمعارض بمدينة إسطنبول، وحضر العرض العديد من الشخصيات البارزة، من بينهم وزير العدل التركي "يلماز تونتش"، الذي ألقى كلمة قبل عرض الفيلم، معبراً عن تقديره للجهود التي بُذلت في إعداد هذا الوثائقي الهام.
في كلمته، شدد "تونتش" على أهمية توثيق الجرائم والانتهاكات التي ارتكبت بحق الفلسطينيين، مشيراً إلى أن الصور ومقاطع الفيديو التي سجلتها "TRT" و"وكالة الأناضول" ستكون بمثابة أدلة دامغة في النضال الفلسطيني من أجل حقوقه، وستساهم في توثيق الانتهاكات المستمرة من قِبل قوات الاحتلال.
وأوضح "تونتش" أن الأراضي الفلسطينية وقعت تحت الاحتلال منذ عام 1967 بعد الحرب التي شنها الكيان الصهيوني، وأن هذه الأراضي لا تزال تحت الاحتلال حتى اليوم.
وتطرق الوزير إلى القرارات الدولية التي صدرت عن الأمم المتحدة لحماية حقوق الفلسطينيين والحفاظ على وضع القدس، مشيراً إلى أن "الكيان الصهيوني" لم يلتزم بأي من هذه القرارات، مما يشير إلى تهاون المجتمع الدولي في تطبيق القانون الدولي.
واستذكر "تونتش" الهجمات الأخيرة التي شنتها قوات الاحتلال منذ 7 أكتوبر، والتي أدت إلى استشهاد أكثر من 40 ألف فلسطيني، 80% منهم من النساء والأطفال.
وأوضح أن العالم يشهد بأم عينيه عمليات القتل الممنهجة التي تتم ضد الفلسطينيين، وأن جميع عناصر اتفاقية الأمم المتحدة لمنع الإبادة الجماعية قد انتهكت بشكل واضح من قِبل الاحتلال.
وعبر "تونتش" عن أسفه من أن المجتمع الدولي، الذي كان من المفترض أن يكون المدافع عن حقوق الإنسان وحامي القانون الدولي، لم يستطع اتخاذ أي إجراءات فعالة لوقف هذه الجرائم.
وأكد أن تركيا شهدت العديد من المظاهرات التي تدعم القضية الفلسطينية وتدين الاحتلال، إلا أن المؤسسات الدولية بقيت عاجزة عن اتخاذ أي خطوة حقيقية لوقف الجرائم والانتهاكات.
وأشار الوزير إلى تصريحات الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، الذي أكد مرارًا وتكرارًا أن "العالم أكبر من خمسة"، في إشارة إلى الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، مشيراً إلى أن هذه التصريحات تعكس فشل النظام الدولي في التعامل مع القضايا الإنسانية العاجلة.
وأضاف أن مكتب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية قد أطلق تحقيقات عديدة في الجرائم التي ارتكبها "الكيان الصهيوني" قبل 7 أكتوبر، لكن هذه التحقيقات لم تتحول إلى دعاوى قضائية حقيقية.
وأشار "تونتش" إلى أن المحكمة الجنائية الدولية لم تتمكن من إصدار حكم يدين الاحتلال الصهيوني، مشيراً إلى أن المدعي العام طلب إصدار أمر اعتقال بحق أحد المتهمين بارتكاب جرائم حرب، لكن المحكمة لم تصدر القرار النهائي بهذا الشأن.
وأعرب "تونتش" عن استيائه من رؤية الشخص المتهم بارتكاب جرائم حرب ضد الفلسطينيين يتلقى تصفيقًا حارًا في الكونغرس الأمريكي، واصفًا هذا المشهد بأنه وصمة عار في تاريخ الإنسانية.
واختتم "تونتش" كلمته بالتأكيد على أن الولايات المتحدة، منذ 7 أكتوبر، دعمت "الكيان الصهيوني" بشكل مباشر، سواء بإرسال الأسلحة أو بتحريك سفنها لدعم عمليات الاحتلال، مشيراً إلى أن هذا الدعم يعكس انحيازًا واضحًا ضد الحقوق الفلسطينية ويشكل استمرارية للجرائم ضد الإنسانية التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني. (İLKHA)